الذاكرة الكاذبة او المزيفة

 

حلقة جديدة من برنامج الدحيح
 كان في شاب عنده واحد وتلاتين سنة مدير مطعم
 وخارج مع خطيبته في ليلة جميلة كده بيت جميل يروح ويتعشوا برة وينبسطوا. 
المهم خلصوا الاكل بعد ما خلصوا مروحين. بوليس وقفهم. ايه اللي حصل?
 بالصدفة عربية تايتس كان شبه عربية مجرم اغتصب بنت.
 وبالصدفة تاني ان تارتس كان شبه الراجل اللي اغتصبها. 
لاحسن يكون هو. 
انا ابتديت اقلق. 
المهم البوليس صور خد الصور وراح وراها للبنت.
 عشان الضحية.
 تتعرف على الجاني تختار بقى مين اللي عمل لك كده يا بنتي?
 قامت البنت شاورت على صورة تايتس وقالت غالبا ده.
 قالت الشرطة قبضت على تايتس والراجل مش فاهم حاجة. 
في ايه يا جدعان ايه اللي بيحصل?
 والمفاجأة البنت في المحكمة تشاور عليه وتقول انا متأكدة.
 وده مش كانت لسه بتقول غالبا واتسبتت التهمة عليه. 
وطاقسي نادي. يا جدعان مش انا والله.
 انا اول مرة اشوفها. مين دي! ما حدش صدقه. 
واتسجن في النهاية. الموضوع كان صادم له ولاهله ولخطيبته اللي سابته بعد ما اتسجن. 
مش اسبت انه. ده مغتصب فكان طبيعي الكل يبص له باحتقار وعدم امان.
 المهم تعدي الايام لغاية اما ترتس عرف يوصل لصحفي.
 فصورة هزا الصحفي الجميل ربنا يبارك له وينفخ في صورته يا رب يسمع القصة
 هز الصحفي ويحس ان ممكن يكون كلامه صح وبال. فعل
 يتولى البحس عن المغتصب ويلاقيه والمغتصب يعترف لحسن حزه طبعا يعني ولما ادوا المعلومات دي للقاضي القاضي حكم ببراءة تايتس الحق زهر الحق بان الراجل اتزلم وخرج تايتس بعد سنة 
من السجن خلاص بقى بص متوقع. يستعوض ربنا خلاص ويعيش حياته في سنة بقى خلاص قضاها مش مشكلة. 
بس لأ تايتيز كان قافش جامد وكان مصمم انه ينتقم. 
راجل خسر شغله وفلوسه وخطيبته. 



راح رافع قضية على الشرطة وكل اللي اتسببوا في اللي حصل له ده.
 الراجل عاش الفترة دي فعلا كل همه انه. من الناس دي. 
راحوا بهدلوه وقبل المحاكمة بكام يوم يجي له ازمة قلبية بسبب الضغط النفسي من اللي حصل له. 
مات. مات في سن الخمسة وتلاتين سنة.
 وده يخلينا نسأل اسئلة كتيرة. ايه اللي حصل? ازاي تحول كلام الست من هزا هو الاقرب. غالبا ده لانا متأ. انه ده الست ما كانتش تعرفه اصلا. غالبا ما كانتش متآمرة عليه. بس برضه هل الست دي مسؤولة مسؤولية كاملة عن اللي حصل له ولا احنا ممكن نعزرها ونقول ان زاكرتها خانتها? ولا دي غلطة المحكمة اللي اعتمدت اعتماد رئيسي على زاكرة الم. عليه. عموما. لو كان تايتس ضحية زاكرة خاطئة فهو ما كانش اول واحد يحصل فيه كده. في احدى الدراسات في الولايات المتحدة الامريكية راحوا لتلتمية واحد كانوا متهمين وبعدين تم اسبات برائتهم عن طريق الحمض النووي الدي ان ايه. ومنهم اللي قضى عشرة عشرين تلاتين سنة في. وهو بريء لقوا ان خمسة وسبعين في المية من الحالات دي كان بسبب زكرى خاطئة. فول سميمري اللي شاهد عيان. انا عايزك تتخيل كده ان انت قاعد بتتفرج على جريمة قتل. ازاي حصل تشوه في الزاكرة لحدس حد شافه وحسه بوضوح.. ما يتنسيش. 
الواحد يبقى متخيل كده. والحياة لازم نخلينا نقف ونفكر شوية حلوين. ايه هي الحاجات اللي ممكن تؤدي لتغيير او تشوه الزاكرة دي? دكتورة واحدة من خبراء الزاكرة. عملوا تجربة هيروجون بالدر. لا ما يقربش لستيف بالمر. بتاع. واحد تاني. يمكن يكون يقرب له. تصدق ما دورتش في الموضوع ده. المهم يعني عشان ما نبعدش عن الموضوع. ركز. المهم الست دي كانت بتختبر تأسير اللغة على تكوين الزاكرة الخاطئة. التجربة عبارة عن بتجيب فيديوهات لحوادس ومش عارف ايه وتوريهم للناس تشوفهم. فترة بتسألهم على تفاصيل الحوادس دي. في احدى التجارب مسلا وروهم فيديو العربية عملت حادسة. وحاولوا يغيروا في السؤال عشان يشوفوا التأسير اللي ممكن يحصل من شكل السؤال على الزاكرة لحادسة العربية. مسلا. مسلا.
 سألوا مجموعة. للناس. سرعة العربيات كانت كم لما خبطوا بعض. والمرة التانية سألوا الناس التانية سرعة العربية كانت كم? لما اصطدموا بقوة في بعض. وان دي اسمها ولقوا ان الناس اللي استخدموا معهم كلمة اكتر. عنفا. كانوا بيتوقعوا ان سرعة العربيات اعلى. حالة السماشت كان واحد واربعين ميل في الساعة. في حالة كانت اربعة وتلاتين ميل في الساعة. ومش بس كده. لما راحوا للناس وقالوا لهم انتم فاكرين كان في ازاز متكسر ولا لأ على الارض لقوا ان المجموعة اللي سألوهم. بتاع كانوا معرضين اكتر انه يفتكروا ان كان في ازاز بالرغم ان ما كانش فيه ازاز. ومن هنا عرفنا ان طريقة صياغة السؤال بتأسر على الزاكرة. 
السؤال انت مدرك الحكاية بسيطة قد ايه ؟ بشكل او باخر. حصل عملية تشويه للحد. اللي في زاكرة الناس. واضح كده ان الزاكرة مش زي ما الناس متخيلة. الزاكرة مش عين بتشوف زي الكاميرا وبتلقط اي حاجة. ولما تحب تسترجعها هتسترجعها في اي وقت. ده احنا زي ما لوتس بتقول زاكرتنا زي الصفحة على ويكيبديا. انت ممكن تخش و. فيها ومش انت بس الناس التانية تقدر تخش وتغير فيها.

فهي بشكل او باخر مش موسوق اوي اوي على الاقل ما تقدرش تقول ان انت تعتمد عليها مية في المية. والتغيير ما بيكونش بس من خلال اللغة. ممكن يروح للصور المتفبركة. عندك مسلا بعض المواطنين الامريكان لما وروهم صورة الرئيس اوباما وهو بيسلم على الرئيس الايراني احمد النجاد. في ناس قالت انها فاكرة اليوم ده وقعدت تحكي على تفاصيل مع ان الصورة كانت فوتوشوب والرئيس الامريكي اوباما عمره ما قابل الرئيس الايراني يا حمادة. ومش بس كده. تغيير الزاكرة ممكن يجي عن طريق الاقتراح او وده بيحصل? لما تقول للناس عن معلومة غلط عن خبراتهم هم عاشوها. ده بيشوه زاكرتهم او بيزرع زاكرة غلط عندهم. وده حصل بالفعل لما عملوا تجربة على مجموعة من الناس وكانوا عايزين. زرعوا لهم زاكرة خاطئة ان هم تاهوا في مول. احنا يا حبيبي اتكلمنا مع مامتك وقالت لنا ان انت تهت وانت صغير في مول. وقعدت تعيط وتصرخ لحد ما حد كبير خدك وداك لاهلك. احنا عايزين نعرف انت فاكر كويس الاحداس دي ولا لأ ؟ ولقوا ان خمسة وعشرين في المية من الحالات. مع الموضوع استجابوا واتزنت عندهم زاكرة جديدة وابتدوا يحكوا تفاصيل اكتر عنها وبتفاعل جدا. جابوا التفاصيل دي منين ؟ انا صراحة مش عارف. ممكن تسأل بقى اللي عملوا الدراسة. مش عارف جابوها منين. واكتشفوا ان لما يتفقوا مع حد من العيلة يدعي قدام. ده ان الحادسة دي فعلا حصلت هو طبعا الحد ده بيكزب عليهم. احنا متفقين معه. كان اسرع في ان هو يبلع الزاكرة الكازبة دي. ده كان تكنيك قوي جدا. ومش بس كده. في الحقيقة ان احيانا ممكن توصل ان حد يعترف بحاجة هو عملها وهو اساسا ما عملها. مجرد ادعاء انك شفت شخص بيعمل حاجة معينة ده وارد انه يخلي الشخص ده يعترف بعمل هزه الحاجة وهو ما عملهاش. المهم في دراسة في التسعينات للباحس سول كاسين من جامعة عمل تجربة عشان يشوف ردود افعال ناس تم اتهامهم بالزور ان. السبب في تبويظ الكمبيوتر. ده كانوا قاعدين كده عمالين بيلعبوا فداسة واعزار غلط. هو طبعا بيكزب. هو عارف ان هم ما عملوش حاجة بس بيحاول ايه يلبسهم. في البداية المتهمين انكروا الكلام ده. عارف انت لما امك تبقى مش عارف ما هي ماسكاك الموية بتقول لك انا مش عارف الاسبوع اللي فات اديتك عشان تزبط لي الساعة وت. الموبايل اهو مش شغال. انت حاسس ان انت ما لكش دور في الموضوع فبتنكر الجريمة. بس لما قاموا جابوا لهم واحد. عارف انت الشخص اللي كان بيطلع في الكاميرا الخفية ده بعد ما هي تقوم باست الراجل يقوم فيه واحد يقول لها انا شفت انا شفتك وانت بتبوسها. عارف انت هزا الشخص. المهم فطلع لهم واحد بهزا الشكل. يقول لهم. اه انا شفتك وانت بتبوظ الكمبيوتر. ما احنا بنعمل كاميرا خفية بقى. دراسات علم النفس كلها جميلة. المفاجأة كانت مشتركين كتير في التجربة اقروا واعترفوا بهزا الخطأ الخطأ اللي هم ما عملوهوش. ما نعرفش يمكن كانوا بيحاولوا يسلكوا الدنيا فخالص حاضر. ماشي انا اللي عملت البتاع. ولا كان مم. ان هم نسيوا او زعلوهم زاكرة جديدة خلتهم بقى يقولوا انه لأ غالبا انا اللي عملت كده وانا ما خدتش بالي. ومش بس كده بعض الاشخاص ابتدوا يحسوا بالزنب انهم عملوا كده وبدأوا يألفوا تفاصيل وهم بيحكوا عن الحادسة. تفاصيل تتناسب مع الاعتقاد الخاطئ ده. ده فيلم رعب ده. ده ده انا ايه ده! يا اما يا اما يا اما! ده حاجة مرعبة جدا! حاجة تخليك تقف كده وتفكر! ايه الموضوع ده! وده بشكل او باخر ممكن يعني ان الادلة المتلفقة في الجرايم ممكن تشوه زاكرة المتهمين الابرياء! ويخلوهم يقبلوا بالتهم اللي هم لابسينها. ما وراهاش وتخليهم يخلقوا زاكرة كازبة تانية. تؤيد شعورهم بزنب الجريمة دي. يا نهار ابيض! يا نهار ابيض! للدرجة دي! الزاكرة ممكن تتغير ويتلعب فيها! على حسب ما فهمت من التجارب دي! ده مش بس ممكن يبقى فيه تلاعب! ده ممكن يبقى فيه اعادة تشكيل على. طبعا هسمع واحد رزل يقول لي يا عم الناس اللي بتتكلم عنهم دول زاكرتهم ضعيفة. لكن انا راجل زاكرتي كويسة. اقول لها يا حبيبي وهرد عليك بدراسة منشورة في بي ان ايه اس. ده جورنال كبير جدا بين باكت فاكتور محترم. هو اللي. ان هو يرد عليك. شكلك يبقى عيب قوي. عيب قوي لما جورنال يجي ترد عليك. وانا واقف بتفرج عليك وكده. فاحد الدراسات لقوا الناس اللي عندهم ما يسمى في ناس عندها قدرة فزيعة يعني على التزكر اكتر من الناس العادية بكتير يعني. زي بتاعتي.. كنا بنقول ايه ؟ ها باضحك عليك طبعا الفكرة احنا كنا بنقول ايه? في ناس بيبقى عندها اللي هي عالية جدا. يقدروا يفتكروا تقريبا كل تفاصيل حياتهم. يقدر يوصف لك يومه كان عامل ازاي من اسبوع بالتفاصيل. قابل مين وكان لابس ايه واكل ايه. واكل ايه بالليل. المهم؟ لقوا ان الناس العزيمة دي تكوين الفول سميبريز عندهم مش مختلف عن الشخص العادي. ده حتى بعض الناس كانت بتقول ان هم ممكن يكونوا اسوأ لان هم بيحفزوا كمية كبيرة من المعلومات وبالتالي بيعملوا بناء اكبر. انت متخيل يعني حتى دول ما سلموش من تزييف الزاكرة.. ان من كل هزه الابحاس على حد فهمنا يعني ده هيقلل كتير جدا من قيمة الشاهد في المحكمة لانه اصبح وارد جدا ان بعد الشخص ده ما شاف الجريمة دي بعينه وبعد مرور اوقات كتيرة واحداس كتيرة ده يشوه في الزاكرة بتاعته. شهادته مش هتبقى دليل حاسم في القضية وهيبقى صعب جدا نفرق بين زاكرة صحيحة وزاكرة خاطئة الا من خلال دليل مادي زي تسجيل فيديو مسلا كان في في الاوضة كاميرا بتسجل خلاص احنا قدامنا الكاميرا نقدر نتفرج ما يغركش ان حد يحكي لك. حاجة بمنتهى السقة وبتفاصيل كتير وبيعبر كمان وهو بيتكلم بمشاعر قوية جدا فده مش معناه ان الحاجة دي حصلت بالتأكيد لان وارد ان دي تكون زاكرة كازبة مش هو اللي كزاب لكن الزاكرة هي اللي كازبة وحاجة مهمة ده مش معناه ان كل حاجة. الزاكرة غلط. لأ في زكريات كتير صحيحة بس بنبقى حزرين واحنا بنتعامل معها. خاصة لما الحكاية يبقى لها علاقة بالقضاء. ويبقى حياة شخص ممكن تروح في ستين داهية عشان حد تكون له زاكرة خاطئة. بس. كده. الى اللقاء. السلام.

تعليقات